روسيا و أوروبا - قارة تموت - (قوانين الإجهاض 03-2022) الشيخوخة القاتلة

السلام عليكم مع بداية الحرب بين روسيا وأوكرانيا لقيت كتير من محللي السوشيال ميديا بيقولوا إن روسيا هتستغل إن أوروبا أصبحت قارة عجوز وهتحتلها بسهولة الحقيقة إن أوروبا فعلاً قارة عجوز ومعدل المواليد فيها منخفض ومعدل الأعمار مرتفع بس الحقيقة كمان إن روسيا عندها أزمة مواليد أشد من اللي عند الاتحاد الأوروبي ومع إن أوروبا قارة عجوز بس الاتحاد الأوروبي عنده ميزتين متفوق فيهم بمراحل عن روسيا

دول الاتحاد في المجمل غنية وغناها ده بيشجع المهاجرين على الهجرة لها وبالتالي عندها قدرة على تشغيل المصانع والمزارع، واللي منهم بيستقر وبياخد الجنسية بيبقى إضافة اقتصادية للاتحاد

دول الاتحاد في الأغلب ثقافتها جاذبة للناس اللي جاية من دول فيها قمع وقهر وظلم وفقر لأن الناس بتيجي وهي عندها تخيل لأوروبا المتحضرة المتمدنة اللي فيها عدل وخير وسلام وحتى الأبقار بتلاقي اللي يدلعها بينما روسيا على النقيض دولة فقيرة وفيها فساد في كل حاجة وسمعتها في القمع وإعلام الصوت الواحد بل وتتبع المعارضين خارج البلاد وتسميمهم وقتلهم تخلي الغالبية مش بيفكر فيها كبديل على المدى الطويل ولا حتى القصير لو أمكن في الأغلب بيبقي دراسة بس بس السؤال اللي كان محيرني هو إن من وأنا في ابتدائي، كنا بناخد في المدرسة إن أوروبا عندها أزمة في عدد المواليد، وإنها بتحاول تتغلب على المشكلة دي بالميكنة automation وجلب العمال المهاجرين وتصدير الصناعات ذات العمالة الكثيفة للدول الفقيرة في أفريقيا وآسيا هل بقى ممكن إن طالب في ابتدائي في مصر عارف إن دي مشكلة بتواجهها أوروبا وبينما أوروبا نفسها مش عارفة؟ هل اللي بيحطوا المناهج عندنا في مصر واصلين للدرجة دي؟ المشكلة مش في ألمانيا بس. فنلندا مثلاً عندها نفس المشكلة الدانمارك مثلاً وصل سن التقاعد فيها لفوق السبعين والسبب الرئيسي هو إن الحكومة لا تملك إنها تدفع معاشات لكل أرباب المعاشات لو كان سن المعاش 60 أو حتى 65 سنة بعد ما خلصت ابتدائي بسنين طويلة صدقت الرؤية الثاقبة للإخوة في وزارة التربية والتعليم المصرية وجالي عقد عمل في ألمانيا ساعتها سافرت وشفت بنفسي فعلاً المشكلة بس كان حاجز اللغة مانعني من إني أتكلم مع الألمان في الموضوع ده لحد ما ربنا فتح علي ودرست ألماني في الكورس كان أحد الدكاترة اللي درّسوا لي اللغة الألمانية عمره حوالي 70 سنة وكان بيتكلم في النص عن أزمة المواليد فبيقول "أنا جبت اتنين، ولد وبنت، يعني عملت اللي عليّ في الأزمة دي بس كشخص سخيف -أنا يعني قلت له إن الحد الأدنى لاستمرار أي أمة هو إن كل زوجين ينجبوا طفلين ونصف يعني كل عشر أسر (عشرة أزواج وعشر زوجات) يجيبوا 25 طفل مش عشرين

عندي أصحابي عندهم ثلاثة وأربعة

وأولادك، كل واحد فيهم عنده كام عيّل؟

دي اختياراتهم الشخصية وماليش دخل فيها صحيح إجابته سليمة، بس واضح إنهم عندهم أقل من عيّلين ده كان بداية نقاشات كتير جداً مع ألمان رجال ونساء سواء من الشغل أو دوائر أخرى عن سبب عزوفهم أو عزوفهنّ عن الإنجاب أو إنجاب أكثر من عيّل قبل ما استرسل، في ألمانيا تكلفة تربية طفل مش عالية مقارنة بدول زي انجلترا أو أمريكا مثلاً اللي الأهل فيها بيفتحوا حساب ادخار للطفل أما يتولد علشان يقدر يدفع مصاريف الجامعة أو ياخد ديون قليلة وهارجع للنقطة دي بالتفصيل بعدين العامل المشترك بين الرجال كان الخوف من الارتباط الدائم بواحدة ممكن بعد كده تخونك، وماتبقاش عارف ابنك ده فعلاً ابنك ولا لأ طيب وليه التشاؤم وسوء الظن ده؟ هو مش سوء ظن. الخيانات الزوجية منتشرة فعلاً آخر إحصائية بتقول إن 19% من حالات الارتباط طويل المدى بتحصل فيها خيانة على الأقل مرة واحدة من أحد الطرفين وإن 59% من اللي بيقع في الخيانة مرة، بيكررها

طيب ما الرجالة كمان بيخونوا

اه بس أنا بابقى عامل احتياطي علشان ده ماينتجش عنه طفل رد مقنع جداً الصراحة طيب ما تحسن الظن باللي مراتك بتخونك معاه

يقول لك اه ما دي مشكلة تانية لو كشفتني وأنا باخونها، وهي مراتي هاتتطلق مني وساعتها أنا مادياً هالبس بينما لو قفشتني وهي الجيرل فريند، فعادي يعني آخرها هتمشي وتسيبني ده لو ماكانتش مادياً معتمدة عليّ، يبقى على إيه بقى اتجوز؟ العامل المشترك بين الستات أو البنات يعني كان مختلف كان الخوف من إنها تتدبس في إنها تربي الطفل لوحدها بعد ما صاحبها يسيبها ويخلع حتى لو عرفت تثبت أبوته للولد الحكومة مش هتقدر تجبره على أي حاجة أكتر من إنه يدفع جزء من دخله للأم وخليني أوضح معلومة جانبية في ألمانيا ممارسة الجنس مسموحة قانوناً من سن 14 سنة والبنات بتبدأ في السن ده تاخد حبوب منع الحمل وأحياناً الأمهات والاباء أنفسهنّ هم اللي بيجيبوها لبناتهنّ علشان لو عكّت، ماتتدبسش - وتدبسهم معاهم - في طفل محدش عارف أبوه مسألة إن أم تتدبس في تربية طفلها لوحدها دي لها اسم في ألمانيا هنا alleinerziehende Mutter

الأم التي تربي وحدها نسبة الأطفال تحت 18 سنة اللي عايشين مع أم وبدون أب أكثر من 16 بالمائة من الأطفال! ده الإحصاء الرسمي وهتلاقيه في صندوق الوصف خُمس الأمهات في ألمانيا مربيات وحيدات لاحظ إننا بنتكلم بس عن الحالات اللي بيحصل فيها حمل ومابيحصلش إجهاض هنا في ألمانيا الإجهاض مسموح بدون شروط لحد الأسبوع الـ 14 وبعدها مسموح لو الأم ادّعت إنه كان نتيجة لعملية اغتصاب(بغض النظر عن تصديق الشرطة للرواية أو إيجاد الجاني) سنة 2018، أكثر من مائة ألف (اه والله أكثر من مائة ألف) امرأة عملوا عمليات إجهاض المهم إن بعد توحيد ألمانيا، سنة 1993 الحزب المسيحي الديمقراطي علشان يقلل من عمليات الإجهاض، عمل قانون يمنع "الدعاية لعمليات الإجهاض يعني مفيش طبيب ينفع يعمل إعلان لنفسه "أنا باقدم خدمة الولادة والإجهاض" مثلاً القانون ده فضل ساري لحد امتى بقى يا مؤمن؟ لحد يوم الأربعاء التاسع من شهر مارس لعام 2022 أي نعم، في عز الحرب اللي بسببها بقى فيه تخوّف أكبر بكتير من قلة عدد المواليد القانون سيتم استبداله بقانون جديد يسمح بالنوع ده من الدعاية في العيادات الطبية وعلى المواقع الطبية المتخصصة يعني الطبيب ينفع يحط على الويبسايت بتاعته انه بيقدم خدمة إجهاض عموماً ده كان متوقع من حكومة مكونة من اليسار اللي بيرأس الحكومة، والخضر، الشريك التاني في الحكومة وحزب الديمقراطيين الأحرار، المصنف أنه يميني من ناحية المواقف الاقتصادية مش مهتم بالمواقف الأخلاقية كذلك في أيرلندا كان فيه استفتاء من ثلاث سنوات على السماح بإجراء عمليات الإجهاض في أيرلندا، واتوافق عليه بأغلبية أكتر من% 66 علماً بأن أيرلندا هي تاني أعلى دولة في الاتحاد الأوروبي في عدد المواليد بعد فرنسا مع الأخذ في الاعتبار إن أكتر من ربع المواليد في الاتنين، أيرلندا وفرنسا هم مواليد لأمهات غير فرنسيات ولا أيرلنديات أمهات من المهاجرين فإذا كان ده تصرف الحكومات في دول عندها أزمة في المواليد وكمان في وقت الكل حاسس فيه إن الحرب بتقرب له تلاقي الحكومة الألمانية بتتصرف بالطريقة دي فتفهم ليه أنا كطالب ابتدائي في مصر كان عندي إدراك للمشكلة بينما السياسيين الألمان بيتخذوا سياسات متخبطة بالطريقة دي طبعاً بعد ما الأم تبقى مربية وحيدة، هتظهر عندها مشاكل تانية زي إنها هيبقى صعب عليها تلاقي حد يتجوزها في مجتمع الزواج فيه نادر أصلاً من الستات اللي مش مخلفين أصلاً والرجالة مش عاوزة تربي عيالهم هم هيجيبوا واحدة معاها عيّل كمان يربّوه؟ فضلاً عن إنه بيبقى مُسيء لصورتها لو هي مش عارفة أصلاً مين أبو الواد هيبقى صعب عليها كمان تلاقي شغل تصرف منه على نفسها وعلى طفلها لأنها أساساً محتاجة تقريباً وقتها كله لرعاية الطفل فكتير منهنّ بيضطررن للعيش بعد كده في علاقات قصيرة المدى لإشباع الرغبة فقط والعمل في أعمال متدنية، مع طموح وظيفي محدود على الأقل لحد ما الطفل يبدأ يدخل الحضانة أو المدرسة نتيجة للموقف البشع ده الستات بتقرر إنها تتجنب مخاطرة إنها تبقى مربية وحيدة والرجالة بيقرروا يتجنبوا إنهم يتدبسوا في خسارة مادية كبيرة أو في إنهم يربّوا أطفال مش من صلبهم نتج عن كده انخفاض شديد في أعداد المواليد علشان بس يبقى عندك تخيل أفضل لمدى الأزمة فبعد انتهاء الحرب العالمية التانية، اللي اتبقى من الشعب الألماني هم اللي بدأوا يقوموا بألمانيا من أول وجديد ولأن كتير من الرجالة ماتوا في الحرب أو اتاخدوا أسرى فكان جزء كبير من عمل إعادة البناء من مسؤولية المرأة الفرق بس إن ساعتها كانت ألمانيا دولة شابة جداً فكان الرجال والنساء عندهم صحة تسمح لهم يشيلوا الطوب ويفضوا الشوارع ويعيدوا البناء ويشتغلوا في المصانع تخيل بقى لو الحرب وصلت ألمانيا والشباب – القليل أصلاً – دخل الحرب بغض النظر عن مين هينتصر، هيبقى إيه شكل "الأمة الألمانية" بعد الحرب؟ أو الأمم الأوروبية عموما ومن غير تخيل، الواقع اللي حاصل دلوقتي الدولة محتاجة تجيب كل سنة مئات الآلاف حرفياً مش مجازاً – من العمالة الشابة علشان المصانع تفضل شغالة وبالتالي بتزود دخل الدولة، والعاملين فيها بيدفعوا ضرائب وبالتالي الضرائب دي تسمح للحكومة إنها تدفع المعاشات فلو لأي سبب ألمانيا بقت مهددة بالحرب تهديد مباشر ولحد وقت تسجيل الفيديو ده تهديد الحرب على ألمانيا مش مباشر فساعتها العمالة الأجنبية طبعاً هترجع بلدها، وساعتها الحكومة من قبل حتى ما الحرب تبدأ مش هتقدر الحكومة تكمل دفع المعاشات المهم إن طبعاً الدولة ماقعدتش ساكتة وهي شايفة سرطان قلة المواليد بياكل في رئة الشعب كده فالدولة قررت تتدخل، وتقدّم للناس سوايل دافية تهدّي بيها الكُحة الدولة قررت إنها تقدم دعم مادي للأم المربية الوحيدة وتدي لأطفالها أولوية في الحضانات، ونحو ذلك من المسكنات الدولة كمان قررت إنها تدي للأبوين فلوس مقابل عنايتهم بالطفل اسمها Kindergeld لو الأبوين منفصلين، فالفلوس دي بياخدها بس الطرف اللي معاه الطفل(في تسعين بالمائة من الحالات بتبقى الأم) بالإضافة لكده، لو الأب والأم قرروا يشتروا بيت الدولة كانت بتساعدهم بمبلغ 12 ألف يورو عن كل طفل بس اتوقف الموضوع ده في مارس السنة اللي فاتت وكمان إعفاء ضريبي كامل على جزء من الدخل عن كل طفل لحد ما الطفل يبقى عنده 18 سنة الزواج نفسه من أسباب تخفيض الشريحة الضريبية طبعا تلاحظ هنا إنها إغراءات مادية لاستمرار الحياة الأسرية ولإنجاب أطفال لكن مافيش علاج حقيقي للأسباب، اللي معروفة للكل مفيش علاج حقيقي لمشكلة التفكك الأسري اللي وصلت إن الأسرة نفسها بقت عبء بلا فائدة حتى نفسية لأن الأبناء كده ولا كده مش هيكلموا آباءهم بالسنين ويمكن مايزوروهمش غير مرة كل أربع أو خمس سنين الموضوع مش متساوي في كل ألمانيا، في بعض المناطق الأهل لكن الأغلب في ألمانيا انك تسأل حد آخر مرة زرت أهلك امتى يقولك من سنتين ده عادي، ده كده يعني واحد بار بأهله واللي بيزورهم بانتظام فعلا ، اللي بيزور مرتين في السنة وفي شم النسيم مفيش علاج حقيقي لمشكلة تسليع المرأة في الإعلانات وعلى أغلفة المجلات هنا مجلات "للكبار فقط" معروضة في البنزينات والمحلات على الأرفف عادي ولما عضو برلمان متشدد قرر يحارب الظاهرة دي قدم طلب بقانون متشدد، إن المجلات دي ... تتحط على أرفف مرتفعة علشان الأطفال مايشوفوهاش مرة مديرة مدرسة منعت بنت من الدخول علشان لابسة جيبة قصيرة جداً، فالدنيا اتقلبت عليها. الدنيا كلها مش ألمانيا بس كان في حملة شديدة جدا على تويتر ضد المدرسة دي لحد ما اعتذرت أهم حاجة "ثقافة الجسد الحر"، بمعنى أنا حر أعمل في جسمي اللي أنا عاوزه لأن أنا الإله اللي بيقرر يعمل إيه والحكومة بتمط في تعريف ايه هو جسمي ده مفيش علاج حقيقي لمشكلة إن العلاقات العابرة أو قصيرة المدى بقت تتشاف إنها كوول ودليل على إن الشخص مرغوب سواء راجل كل يوم بينام مع واحدة أو واحدة كل حفلة بتيجيها مع واحد جديد بدل ما تتشاف كمنقصة إن الشخص ده مش مخلص ولا مُتحمل للمسؤولية مفيش علاج لمشكلة الإسراف في شرب الخمر ولا مشكلة البغاء المُقنّن (وغير المقنن طبعاً

البغاء بقى مقنن في ألمانيا باعتباره"نشاط تقديم خدمة سنة 2002، في حكومة جيرهارد شرودر، اللي من الحزب اليساري SPD الحاكمة ألمانيا دلوقتي بس حتى مع تقنين الدعارة، أنهى فترة حكمه لألمانيا سنة 2005 وهي فيها أكبر عدد من العاطلين في تاريخ ألمانيا كله! 5 مليون عاطل سبب بقى من أسباب انتقاد ورفض أي كلام عن أهمية ودور الأسرة في بقاء المجتمع (بالإنجاب)، وتحسنه أخلاقياً بالتربية) هو إن الحزب النازي كان بيتبنى السياسات دي ويحض عليها وهتلر شخصياً كان بيعمل مدارس للنساء تتعلم فيها أصول التربية وبعض الحرف الهامة داخل المنزل زي الخياطة والطبخ كذلك في حكم حكومات اليسار أي كلام عن دور الدين في المجتمع بيعتبر رجعية وتخلف، ولا يُأخذ بعين الاعتبار فاحنا هنمنع أي حد يدعو للدين كحل لأزمة "بقاء المجتمع لأننا صنعنا دين جديد مركزه الفرد مش الإله ولا المجتمع ولا أي رابطة تربط أبناء المجتمع ببعضه وطبعاً زي ما قلنا في أول الفيديو، ده بيؤدي بالضرورة إلى الحلول الثلاثة اللي كان عارفها طالب ابتدائي في مصر في التسعينات من القرن الماضي والجزء المهم فيها لمتابعي القناة هو جزء الهجرة والهجرة الأخيرة لأوروبا سنة 2015، وبالتحديد لألمانيا أدت لنمو يمين متطرف معادي للهجرة عموماً، وللمسلمين خصوصاً بس اليمين وحكايته مع المهاجرين وتأثير هجرة الأوكرانيين الأخيرة على موقف اليمين المتطرف ده وعلى المهاجرين القدامى، فده موضوع الفيديو القادم بإذن الله والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته