Abosobaie Deutsch Arabisch أبو سبيع عربي ألماني

AfD Wahlprogramm البرنامج الانتخابي لحزب البديل - المسلمين والمهاجرين؟ (انتخابات البوندستاج 2021)

August 29, 2021 Abosobaie Season 4 Episode 4
Abosobaie Deutsch Arabisch أبو سبيع عربي ألماني
AfD Wahlprogramm البرنامج الانتخابي لحزب البديل - المسلمين والمهاجرين؟ (انتخابات البوندستاج 2021)
Abosobaie Deutsch Arabisch أبو سبيع عربي ألماني
Become a supporter of the show!
Starting at $3/month
Support
Show Notes Transcript

البرنامج الانتخابي لحزب البديل
https://www.afd.de/wahlprogramm/

ماذا يريد حزب البديل لألمانيا؟
الحزب الأسرع صعوداً في ألمانيا، ويكسب كل يوم أرضاً جديدة.
أعداؤه يقولوان عنه "اليمين المتطرف"، وهو يقول عن نفسه "البديل" للهراء الذي يقوم به النظام الحاكم.
باقي شهر على انتخابات "مجلس الشعب" في ألمانيا (البوندستاج)، والحزب يأمل أن يكسب أصواتاً أكتر من المرة السابقة، ويعدو رقم الـ 12%.
ما هو البرنامج الانتخابي للحزب، وما موقفه من اللاجئين؟ ومن كورونا؟
ولماذا خصص باباً كاملاً للإسلام؟
وهل فعلاً لو نجح، سيُخرج ألمانيا من الاتحاد الأوروبي؟
وهل فعلاً سيوقف مارك زوكربرج عند حده؟
ولماذا يقرر مواطن ألماني بيلاقي دعم من الدولة في كل جوانب حياته أن ينتخب "حزب البديل"؟
وكيف بدأ الحزب أصلاً؟ هل بدأ بأزمة اللاجئين السوريين في 2015؟ أم أننا لا نفهم المسألة بدقة؟
هل لو نظرنا إلى الدنيا بنظارتهم، ممكن نتفق مع موقفهم؟ أو على الأقل نتفهمه؟

لدعم القناة على باتريون 
https://www.patreon.com/abosobaie


Support the show

حزب البديل يريد عودة ألمانيا إلى طبيعتها،

ولكن كيف تبدو ألمانيا الطبيعية من وجهة نظرهم؟

تعالوا نرى!

 

أكبر برنامج انتخابي، وأكثرهم تفصيلاً. فوق المائتين من الصفحات في أكثر من عشرين فصلاً. منهم فصل عنوانه "الإسلام"!

لماذا كل هذا التفصيل؟

لأنه يريد تغيير الواقع. حرفياً لا مجازاً
 لكن، عودة سريعة للخلف حتى نرى الصورة بطريقة أفضل.

ربما ... أقول ربما ... نستطيع رؤية العالم بنظارتهم؟

 

بدأ كل شيء عام 2010، بما سُمي حينها بـ "الكارثة الأوروبية". أي كارثة؟ كارثة ديون اليونان.

وما علاقة اليونان وديونها بألمانيا وأحزابها؟ اليورو!

اليونان أعطت بيانات كاذبة للبنك المركزي الأوروبي، فسمح لها باقتراض مبالغ طائلة، ثم انكشف الكذب لما عجزت اليونان عن السداد،

فأدى هذا إلى انخفاض قيمة اليورو، وهو العملة المستخدمة في ألمانيا وفرنسا والعديد من الدول الأوروبية الأخرى.

يعني مواطن ألماني يستطيع براتبه الشهري شراء طعامه وشرابه ودفع إيجار سكنه، أصبح الآن مضطراً إما لتخفيض نفقاته أو للاقتراض، لأن مسؤولاً حكومياً يونانياً كذب في البيانات!

تأسس الحزب البديل عام 2013، فقط قبل عدة أشهر من انتخابات مجلس الشعب، البوندستاج وكان الأساس الذي بُني عليه برنامجهم أساس اقتصادي بحت: لا نريد ربط عملتنا واقتصادنا بحكومات فاشلة.

حتى المقصود بكلمة البديل في العنوان كان هو البديل الاقتصادي لخطة الحكومة الألمانية لحل أزمة الديون اليونانية!

، واستطاعوا في أشهر قليلة أن يكون لهم مرشحون في انتخابات البوندستاج وكذلك في الانتخابات المحلية! 

لكن هل نجح الحزب في الوصول للبرلمان الألماني عام 2013؟

ولا كرسي!

لماذا؟ لأن الحزب منذ بدايته "اختُطف من اليمين القومي"

انقسم الحزب قبل انتخابات 2013 بين مجموعتين: 

المجموعة المؤسسة للحزب، بقيادة Bernd Lucke، والتي تركز فقط على الإصلاحات الاقتصادية المطلوبة للاتحاد الأوروبي،

والمجموعة القومية اليمينية بقيادة Frauke Petry ، 

النزاع بين الفريقين انتهى بخسارة Bernd Lucke  واستقالته من الحزب!

قُبيل الاستقالة أعلنها الرجل: يوجد أعضاء بالحزب يريدون الخروج عن حدود العمل السياسي وإدماج القوى المتطرفة التي لا يعجبها النظام القائم كله من أساسه من خلال توجه قومي – يريد أن يقول: توجه نازي!

هل كان يقول هذا فقط بعد أن شعر أنه يخسر؟ Bad loser؟

لايبدو كذلك، فحتى لجنة حماية الدستور، وهي المسؤولة عن التأكد أن الأحزاب لا تدعو للنازية ولا الأفكار المتطرفة، قررت وضع الحزب تحت الفحص، ووجهت له اتهامات بالتطرف في ولايات برلين وتورينجن، وقررت اللجنة توسيع الفحص على مستوى الدولة كلها، لكنها لم تصل إلى نتائج بعد.

لكن بعيداً عن لجنة حماية الدستور، هل يريد الحزب بالفعل أن يعود بألمانيا إلى فترة النازية؟ أم أن الأمر لا يعدو كونهم يريدون حماية ألمانيا من تغيير هويتها وثقافتها؟

هيا بنا نرى برنامجهم، ونتبع القاعدة العادلة "اسمعوا منا ولا تسمعوا عنا"

والرابط لبرنامجهم في التعليقات، لمن أراد الاستزادة!

وللعلم، ففي هذه الحلقة سأكتفي فقط بعرض النقاط بغير نقاش مفصل لها، وفي الحلقة القادمة بإذن الله، بناء على ردودكم في التعليقات، سأقوم بمناقشة المواد مناقشة تفصيلية.

العنوان كما قلنا هو "ألمانيا، لكن على طبيعتها".

فما هو المخالف لطبيعتها تحت نظام الحكم الحالي؟

لن تبحث كثيراً حتى تجد الإجابة، فهي في الجملة الأولى في الصفحة الأولى من البرنامج!

يقول الحزب:

الحكومة الفيدرالية وحكومات الولايات خرقت القانون و الدستور وقواعد الحكم في الدولة بأكثر من وجه في تعاملها مع اللاجئين، والاتحاد الأوروبي وسياسات كورونا!

اللاجئين، الاتحاد الأوروبي وكورونا. من هنا نبدأ، ولكن ليس بهذا الترتيب بالضبط.

الحزب يريد إعادة التجنيد الإجباري في ألمانيا، ليس للرجال فقط، بل للنساء كذلك ربما، بعد أن ألغي عام 2011.

لكن ما حاجة ألمانيا إلى زيادة عدد المجندين، إذا لم يكن لديها حدود مغلقة مع أي من جيرانها، إذ كلهم أعضاء في الاتحاد الأوروبي، باستثناء سويسرا، التي لا يكاد يكون لها جيش، وهي أيضاُ تفتح حدودها مع ألمانيا كذلك؟

الحزب يريد إغلاق كل تلك الحدود!

ولكن ماذا عن اتفاقات الاتحاد الأوروبي؟

الحزب يريد الخروج من الاتحاد الأوروبي، في أسرع وقت ممكن!

لكن لماذا؟

لإقامة دولة قومية ذات سيادة، يمارس فيها الشعب سيادته.

لكن لماذا كل هذا العناء؟ لماذا يريدون الخروج من الاتحاد الأوروبي؟ آه، نسيت، وكذلك يريدون الخروج من عملة اليورو، بما يعني انهيارها طبعاً، لأنه يرفض سياسة الاقتراض الموحدة، التي يفرضها تعامل كل هذه الدول بنفس العملة. هذا هو سبب تأسيس الحزب أصلاً كما ذكرنا من قبل.

السبب الذي يسوقه الحزب هو منع ذوبان الهوية الألمانية في الهوية الأوروبية، والتوقف عن تبني سياسة خارجية موحدة مع دول الاتحاد الأوروبي.

لكن ماذا يعني ذوبان الهوية الألمانية؟ من هم الذين يحق لهم تعريف أنفسهم كألمان؟ وماذا عن الناس الذين يأتون من الخارج ويريدون العيش في ألمانيا؟ طبعاً حزب البديل!

يبدأ الحزب بأنه يريد منع المولودين في ألمانيا من الحصول على الجنسية الألمانية. هذه بداية غريبة، لأن هذا مسموح به في ألمانيا في حالات استثنائية نادرة!

أما هؤلاء الذين يريدون الهجرة لألمانيا للحصول على اللجوء الإنساني، بما يمكنهم بعد ذلك من الحصول على الجنسية الألمانية، فحزب البديل يرى أنه لا بديل عن منعهم من الوصول!

المساعدات الإنسانية – يقول الحزب – يجب أن تصلهم حيث هم، لأنها بهذا الشكل ستصل لعدد أكبر، ولن تقتصر على هؤلاء الذين يستطيعون دفع تكاليف السفر إلى ألمانيا.

أما لو دفعوا تكاليف السفر بالفعل ووصلوا للحدود، فسنعيدهم من حيث أتوا.

الحالات الاستثنائية، مثل هؤلاء الحاصلين على شهادات في تخصصات تحتاجها البلد، سيتم السماح لهم.

وقد يُسمح كذلك لهؤلاء الذين تتفق خلفياتهم الثقافية والدينية مع الثقافة والدين في ألمانيا. الثقافة والدين من وجهة نظر حزب البديل طبعاً.

أما هؤلاء اللاجئون من مناطق الحروب في الدول الإسلامية سيكون شبه مستحيل عليهم الحصول على حق اللجوء في ألمانيا.

لكن هذه القواعد التي يريد الحزب إنشاءها تعارض اتفاقيات جنيف لحقوق الإنسان واللاجئين وكذلك المواد فوق الدستورية، ... ولكن .... كما اعتدنا،

حزب البديل يريد الخروج من اتفاقيات جنيف! ويريد كذلك تغيير المواد فوق الدستورية!

كل هذا تحت عنوان "إنهاء جنة اللجوء في ألمانيا"،

وكل هذه الاقتراحات تكاد تتطابق مع اقتراحات حزب NPD، الوريث الشرعي للحزب النازي.

إليكم بعض إعلانات الدعاية لحزب NPD.

 

ولكن هل ألمانيا جنة للاجئين حقاً؟ هذا مما سنناقشه في الفيديو القادم إن شاء الله.

 

وماذا يريد الحزب أن يفعل مع كورونا؟

يبدو أنهم معجبون بترامب أو ببوريس جونسون.

يقول الحزب "الإبقاء على عدم استقرار المواطنين عن طريق فرض القواعد التعسفية والإجراءات غير المفهومة، والحد من الحقوق الأساسية بتفويض المجالس الإدارية وتجاوز البرلمان، أمر لا نقبله. يجب أن ينصب التركيز على تدابير النظافة الطوعية، أما الإجراءات الوقائية، فيجب أن يُكتفى بفرضها على الفئات الأكثر تعرضاً للخطر" 

يعنون كبار السن والمرضى.

أما بالنسبة للباقين؟ لا بد من رفع جميع الإجراءات الوقائية فوراً. لا لفرض الأقنعة، ولا المسافات الآمنة، ولا الإغلاق، لا كلي ولا جزئي.

هم أصلاً يطالبون بلجنة تقصي حقائق للتحقيق في الإجراءات التي تم اعتمادها في العام والنصف السابقين!

 

أما بالنسبة للتعليم، فالحزب لا يريد تغيير النظام الثلاثي للمدارس في ألمانيا، لكن يريد وقف "وهم التعليم الأكاديمي"، بحيث لا يكون التعليم منصباً على تجهيز الطالب للتعليم الجامعي، وإنما على تجهيزه لسوق العمل في المجالات الحرفية.

لكن هذا ليس هو التغيير الوحيد الذي يريدونه، وإنما كذلك إنها حالة الشعور بالعار في المناهج الدراسية من بعض مراحل التاريخ الألماني.

أي الأجزاء يقصد؟ تعالوا نرى:

يقول البرنامج: الأصول الثقافية والتقاليد والتاريخ الألماني تمثل أجزاءً جوهرية من الهوية الألمانية. حزب البديل سيقف بقوة ضد كل المحاولات لإزالة هذه الأجزاء من المناهج، أو تزويرها، أو حتى تقليل محتواها.

بدءاً من التعليم الأساسي، لا بد أن تصبح هذه المواد مفروضةَ على الطلاب. هذا مما يزيد حب الوطن والوعي الثقافي.

يوضح البرنامج أنه يقصد تحديداً فترة حكم القياصرة، فيريد نفي ما نُسب إليها من مظالم، ويقول إن نظام الحكم الحالي مبني أصلاً على الأسس التي وضعها هؤلاء القياصرة.

ولكن ما المشكلة؟

لا مشكلة. أتساؤل فقط متى سيتوقف التعليم الألماني عن تشويه تاريخ هتلر وادعاء أنه كان ظالماً. هل يجب حقاً أن يتحول إلى مصدر فخر؟ هو - والحركة النازية كلها جزء من تاريخ ألمانيا كذلك.

وأخيراً يريد الحزب منع استخدام أي وسائل رقمية في التعليم الأساسي، على الأقل حتى الصف الرابع.

 

أما عن بقية ما يخص الوسائل الرقمية، فالحزب يريد منع المنع!

الحزب يريد ألا يصبح لفيسبوك وغيره من منصات التواصل الاجتماعي الحق في منع الناس من عرض المحتوى الذي يريدون، ما دام مسموحاً به في البلد التي يُستخدم فيها.

الظريف في الموضوع أنهم يريدون منع الـ fact checker  في فيسبوك مثلاً، وهو جزء من برنامج فيسبوك ينصحك بالتحقق من بعض المعلومات في المنشور حينما يبدو لفيسبوك أنه ينشر أكاذيب.

وبما أنه يريد منع الـ fact checker، فهيا بنا نرى بعض ما يكتبه الحزب في برنامجه، ويعرضه الفيس بوك على أنه أكاذيب:

الحزب مثلاً يقول أنه يريد رفع كفاءة شبكة الأنترنت في ألمانيا، ولكن ليس من خلال استخدام شبكات الجيل الخامس، لأننا لسنا متأكدين من أنها آمنة للبشر، ويجب أن تخضع لفحص علمي دقيق، وتعرض نتائجه على الناس بشفافية.

في الوقت نفسه يرفض الحزب اتفاقية البيئة الأوروبية، ويريد الانسحاب من اتفاقية باريس للبيئة، لأنه – على حد قولهم – لم يثبت علمياً أن انبعاثات ثاني أوكسيد الكاربون لها علاقة بالاحتباس الحراري. الحزب يقول أن الاحتباس الحراري وارتفاع درجة حرارة الأرض قد تكون له آثار جميلة جداً مثل زيادة المساحة الخضراء.

 

عودة لأرض الواقع!

الحزب يريد كذلك العودة لمصادر الطاقة التقليدية مثل الغاز المُستورد من روسيا عن طريق خط Nordstream 2 والبترول بل والفحم كذلك.

ثم هو يريد إعادة الحياة للمفاعلات النووية، مع أخذ أشد الاحتياطات للتأمين، لتوفير الطاقة الكافية.

ولكن ما هو الشيء الأخطر من الطاقة النووية، والذي يحتاج إلى احتياطات أمان أعلى؟

الإسلام!

كما قلنا، فالحزب أفرد له فصلاً كاملاً في برنامجه، فكيف يرى الحزب الإسلام وكيف يريد التعامل مع المسلمين؟

يبدأ الحزب هذا الباب بالقول:

حزب البديل يدعم – بلا تحفظ – حق حرية الاعتقاد والضمير والانتماء طبقاً للمادة الرابعة من الدستور، 

المسلمون المندمجون والذين يقرّون قواعد"نا" وحقوقـ"ـنا" الأساسية، هم أعضاءٌ مقدّرون في مجتمعـ"ـنا".

جميل، الحزب إذاً ليس لديه مشكلة مع المسلمين ما داموا يقرون بالقانون والدستور. أليس كذلك؟

همممم ... ليس بالضبط. في المقطع التالي:

يقول البرنامج: ما دام الإسلام يدّعي أنه الدين الوحيد الصحيح، وأنه يجب فرض قواعد الشريعة في ألمانيا بدلاً من قواعد القانون، ولا يعترف بنظامنا القانوني، بل ويناهضه، فإن "الإسلام" لا يتفق مع نظام الحرية والديمقراطية الألماني، ويهدد السلام الداخلي.

نلاحظ هنا أن الحزب لا يتكلم عن موقف "بعض المسلمين" أو "بعض المتطرفين"، بل يقول مباشرة أن "الإسلام" نفسه هو الخطر على السلام الداخلي. على حد علمي، فأغلب الديانات التي يؤمن بها أهل ألمانيا ترى أنها "الدين الوحيد الصحيح"، بل حتى "النباتيون" يرون أنهم يتبعون النظام الوحيد الصحيح. والمادة الرابعة من الدستور تكفل حق الاعتقاد والانتماء لأي دين. فهل كان كاتب الفقرة الثانية غير كاتب الفقرة الأولى؟

 

المثير للسخرية هنا أن الحزب يقول أن المسلمين "الملتزمين" بالدستور والقانون، ولا يريدون تغييره، لهم كل التقدير.

أما الحزب نفسه، فهو يريد تغيير الدستور والقانون ... تغييراً جذرياً!

ببساطة: الحزب يرى المسلمين "مواطنين من الدرجة الثانية"، فاقدين لحقهم في "تقرير المصير"، كأي مواطن ألماني آخر.

والمثير للعجب كذلك أنه يتعامل مع "كل المسلمين" باعتبارهم "غيرنا"، فهو لا يرى، أو لا يريد أن يرى، أن الإسلام دين يمكن لأي مواطن ألماني أن يعتنقه، سواء كان من عائلة ألمانية أباً عن جد، أو كان مهاجراً من دولة علمانية أو مسيحية، حصل على الجنسية، واختار لنفسه أن يعتنق دين الإسلام.

 

حتى الآن يشرح الحزب نظرته للإسلام والمسلمين، ولكن ما هي الخطوات التي يريد اتخاذها تجاههم؟

-          منع "مجالس الصلح العرفية" التي يُحتكم فيها لقواعد الإسلام.

o        يعني أنا وأنت اختلفنا في مسألة، فذهبنا لصديق ثالث يحكم بيننا، فحكم بيننا بناءً على حكم فقهي، فرضينا بحكمه وذهبنا لبيوتنا سعداء، لكن فوجئنا – ربما – بزوار الفجر يطرقون أبوابنا نحن الثلاثة لنُحاكم بتهمة اننا تصالحنا! 

لاحظ أننا هنا نتكلم عن ألمانيا. يعني لا يوجد أي نوع من الإجبار على القبول بمجلس تحكيم عرفي، ويمكن لأي من الأطراف أن يلجأ للقضاء مباشرة!

-          منع تمويل إنشاء المساجد من الدول الإسلامية، وإنهاء التعاون مع وزارة الشؤون الدينية التركية.

o        هذا يعني بالضرورة ضم هذه المساجد للإدارة الحكومية، أو إغلاقها بالكلية.

-          سحب صفة "مؤسسة عامة" للمؤسسات الإسلامية

o        هذا يعني منع المؤسسات الإسلامية من تلقي التبرعات.

 

-          لاحظ هنا أن الحديث ليس عن المؤسسات الإسلامية أو المساجد التي يُشتبه في نشاطها. الكلام واضح ومباشر: منع تمويل المساجد، وسحب صفة "مؤسسة عامة" عن المؤسسات الإسلامية. هكذا.

 

لم يفت البرنامج كذلك أن يؤكد على أنه مع منع جماعة الإخوان المسلمين.

أما الخُطب في المساجد، فلا بد أن تكون بالألمانية قدر المستطاع.

ربما يسمحون لك بقراءة آيات القرآن بالعربية.

أئمة المساجد يجب أن يحصلوا على شهادة B2  في اللغة الألمانية

معاهد الدراسات الإسلامية لا بد من إغلاقها.

منع تدريس الدين الإسلامي في حصص الدين. أي نعم – كما فهمت تماماً. في حصة الدين، الطالب المسيحي يتلقى دروس المسيحية، واليهودي يتلقى دروس اليهودية، والمسلم لا يحق له دراسة الدين الإسلامي.

أما المفاجأة: فالبرنامج يقول المآذن ورفع الأذان يتعارضان مع التعايش المتسامح بين الأديان. يبدو أن منع الأذان والمآذن يزيد من فرص التعايش!

وأما ما لن يفاجئك، فهو أن الحزب ينوي منع النقاب، أسوة – كما يقول – بفرنسا والنمسا، والدانمارك، وهولندا، وسويسرا.

وأما الحجاب، فيجب منعه في الوظائف الحكومية والمدارس. منعه عن المدرسات والطالبات كذلك.

وأخيراً، فإجراء الزيجات في المساجد يجب منعها كذلك، إلا بعد توثيق الزواج مدنياً. يعني لو زنى رجل مسلم بامرأة مسلمة، لا يطالبهم أحد بإثبات العلاقة في أي مكان، أما لو تزوجا، فلا يجوز أن تثبت هذه العلاقة في المسجد قبل أن تثبتها في السجل المدني!

 

هل يبدو لك أن الحزب يريد أن يعامل المسلمين كما عامل النازيون اليهود؟ اليمين الألماني المتطرف معروف بعدائه لليهود، وأنه مستمر لليوم، ولكن حزب البديل حين أراد ينفي عن نفسه تهمة "التطرف في اليمينية"، لم يجد لها مكاناُ في برنامجه غير هذا الباب عن "الإسلام"، فقال أن التهديد الذي تتعرض له حياة اليهود لا يقتصر على تهديدات اليمين المتطرف، وإنما كذلك من المسلمين المعادين لليهود ولدولة إسرائيل. هكذا. في جملة واحدة جمع الحزب بين اليمينين المتطرفين والمسلمين في عدائهم لليهود ولدولة إسرائيل!

ثم إنه يقول أنه يريد أن يمنع مظاهرات "يوم القدس" في برلين. القدس، التي هي أصلاً طبقاً للقانون الدولي والوضع القانوني في ألمانيا ذاتها، أرض محتلة من إسرائيل!

 

 

ولكن ما الذي يدفع ألمانياً يتمتع بكامل قواه العقلية لانتخاب مثل هذا الحزب؟

كل من تعامل مع الألمان، يعرف يقيناً أن نسبة من يؤمنون بهذه السردية المتطرفة، أو على الأقل بهذه الدرجة من التطرف، لا تتعدى الخمسة بالمائة بأي حال من الأحوال، فمن أين يأتي الحزب بأكثر من ضعف هذا العدد من الأصوات؟

الإجابة تتلخص في نقطتين اثنتين:

الدين والاقتصاد.

الحزب يعد الناخبين بتخفيضات ضريبية في كل أوجه الحياة تقريباً، حتى ضريبة الشركات! ويُمنّي العاطلين بأنهم سيحصلون على فرص عمل بمجرد منع اللاجئين من الوصول، وتقليل فرص الأجانب في الحصول على عمل مقابل الألمان.

البرنامج الاقتصادي للحزب غير واقعي بالمرة، فهو لم يقل من أين سيسد العجز الناتج عن قلة موارد الدولة إن خفضت كل تلك الضرائب؟ هل سيقلل المعاشات للمتقاعدين؟ هل سيوقف منح البطالة، بما أنه سيفعل ما في وسعه لتقليلها؟ هل سيوقف الإنفاق على تطوير البنية التحتية؟ لا أحد يعلم، وأظن أنه لا أحد في الحزب يعلم كذلك!

ولكن هذه الوعود تلاقي هوىً لدى الناخب الذي يريد أن يلقي باللوم على غيره في ظروف معيشته، فإما أن الدولة تسرق الضرائب من أموالك بلا عائد أو أن اللاجئ يسرق وظيفتك، ومن ثمّ مالك.

أما من ناحية الدين، فالحزب يؤكد على أنه لا يعترف بأي أسرة إلا تلك الأسرة المكونة من أب وأم وأطفال. هذه التعريفات الجندرية، واختيار صيغة الخطاب طبقاً للتعريف الشخصي لا البيولوجي، كل هذا لا مكان له في "الأسرة النموذجية" كما يصفها الحزب، وهي الأسرة الوحيدة المُستحقة للدعم من الحكومة.

هذا أيضاً يلاقي هوىً عند الكثيرين من الذين يرون أن الساسة يضيعون أوقاتاً وأموالاً في "برامج دعم تعدد الهويات الجنسية" وأن الأسر التقليدية، التي تُثمر أطفالاً يحفظون نسل الألمان، أولى بإنفاق الأموال والأوقات لتحسين مستواها وظروفها.

 

وهكذا يجد الحزب أصواتاً تكفل له الوصول للبرلمان بنسبة مريحة، فوصل في الانتخابات السابقة بنسبة 12%، والتقديرات تقول أنه سيصل هذه المرة بنسبة قريبة جداً، حول 11%.

أنا عن نفسي أرى أن النسبة لن تزيد عن الـ 8%، ولكن هذا بناءً على تحليل خاص، أشارككم إياه إن صدق، ولكن لا داعي لتضييع وقتكم به الآن.

 

ما هي النقاط التي تريدون التركيز عليها في الحلقة القادمة، في النقاش المُفصّل للبرنامج؟